دور المؤسسات التربوية في نشر ثقافة الحوار

24.2.14
دور المؤسسات التربوية في نشر ثقافة الحوار
أكدت نظريات علم النفس التربوي أنه ليس هناك من مهمة خطيرة وعظيمة مثل مهمة بناء الانسان عقلياً وسلوكياً، وإذا كانت الأسرة هي أصغر وحدة اجتماعية تضطلع بنصيب كبير في أداء المهمة، فإن للمدرسة الدور الأكبر كونها هي إحدى المؤسسات التي تسهم مع الاسرة في إعداد وبناء الأفراد وتربيتهم وتعليمهم، كما تسهم بشكل فاعل في نشر ثقافة الحوار وترسيخ آدابه في نفوس الطلاب وتحقيق العديد من الأهداف التربوية المنشودة.
وبالتالي فإن المعلم ليس فقط ناقلاً للعلم للطلاب وإنما يعتبر الأداة الأمثل لغرس القيم النبيلة في السلوك والأخلاق، وبناء شخصية الفرد تحقيقاً للأهداف التربوية والاجتماعية التي يسعى اليها المجتمع، وخصوصاً فيما يتعلق بثقافة الحوار التي أضحت ضرورة حياتية لبلوغ الأهداف المشتركة للإنسانية، وهذا لا يتم إلا من خلال إرساء قاعدة تربوية وتعليمية تتولى إنجاز هذه المهمة، وهنا لا بد من سياسة تعليمية جديدة تقوم على عنصرين أساسيين هما: 
العنصر الأول: التحويل الجذري للعملية التعلمية من عملية تقوم على تلقين وتقوية الذاكرة الى عملية تقوم على الحوار والنقاش.
العنصر الثاني: التسامح مع الاختلاف، والحرص على التعددية (7).
ولكي تقوم المؤسسات التعليمية بدورها في نشر ثقافة الحوار، لا بد من توفر بعض المقومات لهذه المؤسسات من حيث:
أولاً: إعداد المعلم:
المعلم هو حجر الزاوية في العملية التربوية وهو القدوة الصالحة بالنسبة للطالب، وعليه لا بد من حسن إختياره من حيث:
• أن يكون من المتفوقين علمياً.
• أن يكون له رغبة في مهنة التعليم.
• أن يحسن إعداده فنياً و مهنياً وعلمياً.
• أن يهيأ له الجو المناسب للتدريس.
• إعادة صياغة المناهج بما يتلاءم وثقافة العصر وتغيراته السريعة.
ثانياً: إصلاح نظم التعليم السائدة:
وذلك عن طريق:
• وجود أهداف واضحة للعملية التعليمية.
• ملاءمة النظم للواقع المعاصر وتلبيتها للحاجات الأساسية.
ثالثاً: إعادة النظر في الأهداف التربوية:
تحقيق التوافق المنطقي بين الأهداف التربوية، بحيث تصبح متناسقة تبدأ بالفرد وتنتهي بالإنسانية آخذة بالاعتبار المهارات العملية والأخلاق الفردية والقيم الاجتماعية والتطور المتسارع للحياة المعاصرة.
رابعاً: تهيئة البيئة المناسبة في المؤسسات التربوية:
وتتمثل بالآتي:
• بث روح الحوار البنّاء البعيد عن التعصب.
• إحداث موازنة بين الانفجار السكاني، والرغبة في التعليم وارتفاع تكاليف العملية التربوية بما يؤدي التدني في مستوى التحصيل وعدم مواكبة العملية التعليمية لتسارع معدلات التغيير في المجتمع المعاصر مما ينتج عنه ضعف مخرجات العملية التعليمية.
• وجود فلسفة تربوية متوازنة تساير التطور الاجتماعي والفكري والثقافي .

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة